تعريف الضحك وأنواعه :الضحك في اللغة: انبساط الوجه وبدوّ الأسنان.
والفرق بينه وبين التبسم أن التبسم هو مبادئ الضحك، فأول الضحك التبسم، ويكون غالباً للسرور، كما قال الله سبحانه وتعالى في الضحك : ( وجوه يومئذٍ مسفرة. ضاحكةٌ مستبشرة) (عبس:38،39)
والضحك أعمُّ من التبسم، فكل تبسم ضحك وليس كل ضحك تبسم.
وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك، وهي الثنايا والأنياب وما يليها، وتسمى النواجذ، وهي التي تظهر عند الضحك.
ثلاث مراتب الضحك :
الأولى: وهي التبسم وهي ما كان بلا صوت، بل مجرد انفراج الفم.
الثانية: الضحك وهو التبسم المصحوب بصوت خفيف.
الثالثة: الضحك بصوت عالٍ بحيث يسمعه هو وجيرانه ومن بَعدُ فهو القهقهة.
صفة ضحك النبي صلى الله عليه وسلم :وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر متصلا قلبه بربه، فكان لا يكثر من الضحك ولا يقهقه، ولا يرفع صوته به حتى ينقلب كما يفعل كثير من الناس، بل كان عليه الصلاة والسلام وقوراً متزناً هادئاً
وقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان طويل الصمت، قليل الضحك )
وهاتان الصفتان ينبغي أن يتخلق بهما المسلم الجاد: طول الصمت .. وقلة الضحك ...ولاشك أن هذا يعود إلى تقدير عاقبة الدنيا وتذكّر ما خُلق الإنسان من أجله
أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون) [المؤمنون:115].
وتصف عائشة رضي الله عنها ضحك النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح الإمام البخاري ، قالت : ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم ) . " حتى ترى لهواته " (؟؟)، واللهاة: ما يظهر من الفم إذا أغرق الإنسان في الضحك حتى ينفتح فمه من شدة الضحك فتظهر هذه اللهوات. ولذا فإن السنة الإقلال منه والاقتصاد فيه وجعل أكثره تبسماً .
وقد كان صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله لساناً، وأعذبهم كلاماً، وأسرعهم أداءً وأحلاهم منطقاً .
كان ضحكه صلى الله عليه وسلم مشتملاً على كل المعاني الجميلة، والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة، وصفاته الطيبة، لقد كان ضحكه تربية وتوجيهاً، ودعوة ومداعبة، ومواساة وتأليفاً.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا
وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم
يقول خارجة بن زيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه ، وكان كثير السكوت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يعرض عمن تكلم بغير جميل ، كان ضحكه تبسمًا ، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم ، توقيراً له واقتداءً به .
فدينه صلى الله عليه وسلم رحمة، ومنهجه سعادة، ودستوره فلاح، ولذلك فهو يهشّ للدعابة، ويضحك للطرفة، ويتفاعل مع أصحابه في مجريات أمورهم وأحاديثهم
وربما كان في بعض أصحابه أناساً من الظرفاء الذين في طبعه مزاح وظرف، فكان عليه الصلاة والسلام يضحك مما يحصل من ظرفهم، كما جاء في صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ضحكت لك الأيام يا علم الهدى واستبشرت بقدومك الأعوام
وتوقف التاريخ عندك مذعناً تملي عليه وصحبك الأقلام
اضحك لأنك جئت بشرى للورى في راحتيك السلم والإسلام
اضحك فبعثتك الصعود وفجرها ميلاد جيلٍ ما عليه ظلام